إعتادت الزوجات على تقبل الصورة الشائعة والمعتادة فيما يتعلق بالمتعة الحميمية في أذهان الكثير من الرجال، وهي أنها متعة خاصة بالرجال من الدرجة الأولي، وأن الرجل هو الذي يمسك زمام المبادرة هذه المتعة ويحدد مسارها، ويحصد ثمارها، وينهيها وقت ما شاء.
أما متعة المرأة فبالرغم من أهمية دورها الذي لا يقل عن دور الرجل بل في بعض الأحيان يتعدي دوره بمراحل ويتفوق عليه، فمازال ينظر لها على أن متعتها تعد من الدرجة الثانية أي تأتي كتحصيل حاصل لأنها مجرد شريكة له في الفعل، فوصولها للمتعة لا يفرق معه بشيء لأن شغله الشاغل هو نفسه فقط، ولا ينبغي التفكير بها على الإطلاق، لأنها قضية ثانوية على هامش إمتاعه وإرضائه.
وهذه الصورة كثيراً ما تجعل الرجل يتخيل أموراً تبدو من البديهيات له، ومن هذه البديهيات أن على المرأة أن تنال رضا زوجها دون أي شيء آخر، وعليها أن تكون ملك يديه، فتتأوه حين يطلب ذلك منها، وتصل إلى القمة حين يبلغها، وتنتهي حين يبلغ مرحلة النهاية، فتقبل بالنهاية التي يريدها أو التي وصل إليها بعد أن حصل على متعته.
والرجل الحقيقي يجب أن يعتبر أن نجاح هذه العملية لا يتوقف عند طرف واحد فقط كما يعتقد البعض حيث تتوقف نجاحها عنده على مدى إرضاء زوجته له، ومدى إستجابتها لطلباته، ومجاراتها له في إرواء هذه الطلبات وتنفيذها على أتم وجه، وبأقصى متعة ممكنة يحب أن يحصل عليها، فهذا التفكير هو تفكير خاطئ جداً، تفكير مغلف بأنانية الرجل الذي يسعي وراء إرضاء رغباته هو فقط، ولا يدري بحق زوجته عليه ولا بأهمية تنفيذ رغباتها هي الأخرى، فهي عملية تكاملية للطرفين.
وحين ننظر إلى تكاملية اللقاء الحميمي بإعتباره فعلاً يتشارك به الزوجين، نكتشف أن هذه النظرة أبعد ما تكون عن حقيقته ووظيفته الطبيعية، فإذا كان إرضاء المرأة لزوجها واجب متفق عليه، فإن إرضاء الرجل لزوجته أيضاً واجب ينبغي الإعتراف به، لذا على المرأة أن تفهم زوجها أنها في حاجة إلى العطف والحنان وأنها ليست مجرد وسيلة لإشباع رغباته، بل هي إنسان لديه مشاعر وأحاسيس وأحياناً تكون سعيدة وأحياناً تكون مهمومة لذا فيجب عليه مراعاة حالتها النفسية ورغبتها، ويجب أن يكون هناك تقديم يؤهل المرأة لعملية اللقاء كما يجب على الزوج أن ينتظر أن تصل زوجته للإرتواء ولا يتركها قبل أن تقضي شهوتها.
وحول متعة المرأة أثناء اللقاء، فإنها ليست تحصيل حاصل كما يعتقد بعض الرجال، لذا على الرجل أن يسأل زوجته لدى كل فعل يمارسه إن كانت تستمتع فعلاً أم لا، وإن كانت تريد المزيد أم لا، وإن كانت تحب أن يكون أكثر هدوءاً أو أشد حيوية أم لا.
ولكي تصبح العلاقة بين الزوجين على أكمل صورها هناك بعض العوامل التي يجب معرفتها ومراعاة حدوثها، لأن الحياة الزوجية مجموعة من المشاعر والإنفعالات والمواقف يتخللها أحياناً مواقف سعيدة كما يتخللها مواقف حزينة، لذا فإن العلاقة بين الزوجين مبعث سعادة وضرورة من ضروريات الهدوء النفسي والاستقرار، كما أنها تعمل على زيادة الحب والترابط بين الزوجين، ومن هذه العوامل:
العطاء والرضا
العطاء المتبادل بين الزوجين أمر مهم لنجاح عملية الجماع، فهي مكونة من عطاء متبادل، ورضا متبادل، إمتاع وإستمتاع، لأن المتعة حق متبادل للطرفين فإرضاء المرأة للرجل في الفراش، لا يعني أن يتم إلغاء رغباتها وما تشتهيه هي أيضاً.
ولأن شخصية المرأة تتميز بنوع من الخجل والحياء الفطري عموماً، يجب ألا يستغل الرجل ذلك الخجل لكي يتغاضى عما تود الحصول عليه وما تشتهيه، ولكي يحولها إلى خادم مطيع لرغباته فقط، من دون أن تحظى بالمثل أيضاً، فهو حق حفظه لها الشرع والدين.
النظافة الشخصية
على الزوجين أن يهتما بالنظافة الشخصية والمظهر الجيد، فهي من الطرق المهمة التي تساهم في نجاح العلاقة الحميمة، حيث إن النساء لا يتسامحن بشأن نظافة الرجل ويعنيهن هذا الأمر كثيراً، خاصة إذا كانت المرأة متأنقة ومتعطرة، فان معايير النظافة بالنسبة لها تكون عالية، ولا مانع أن تلمح المرأة لزوجها بأهمية أن يكون أنيقاً ونظيفاً، ويهتم بشكل خاص بنظافة جسمه وشعره وأظافره، ويضع قليلاً من العطر.
المصدر: موقع رسالة المرأة.